أنفلونزا الخنازير Swine flu

في 17أبريل لعام 2009 ضرب مدينه المكسيك - عاصمه دوله المكسيك -موجة وبائية مفاجئة غير معروفة المنشأ ،أصابت آلاف السكان بموجة من مرض وبائي يشبه إلى حد قريب الأنفلونزا الموسمية ،أرهبت السكان والحكومه وقذفت في قلوبهم الرعب والخوف والموت لأنها ذكّرتهم بذلك الوباء الذي أصاب المكسيك عام 1918-1919- وأودى آنذك بحياة أكثر من مليون شخص - كابوس مرعب هز الدولة ووضعها وأجهزتها الصحية في ذعر وهلع ،أضطرها وبدون تفكير في فرض إقامة جبرية لكل المواطنين ، الكل يجب عليه أن يلزم منزله لمدة 5-7 أيام حتى تزول الكارثة، إجراءات حازمة جداً أدت إلى وفاة ومرض وضرر الكثير من المواطنين ،ولكن إجراء كان لابد وأن يتخذ ،وقد كان قراراً حكيماً كما قالوا.
وبعد أن زالت الغمامة وهدأت الفاجعة، وأتضحت الصورة، بدأ البحث والتقصي عن أسباب هذا الوباء ،عن المنبع ، عن النوع ،وعن وعن ،وقد قادت خيوط البحث والتقصي رجال الصحة والمسؤولين إلى مزرعة خنازير خارج المدينة، أكبر مزرعة خنازير في المكسيك، هناك وجدوا المنبع وبشكل سريع حازم اتخذت جميع الإجراءات اللازمة لتطهير هذه المزرعة من هذا الوباء بشكل حازم وفعال، واتخذ ت فوراً جميع الاجراءات اللازمة للحد من انتشار الوباء وطرق الوقاية محلياً وعلى مستوى الدولة، وسمي هذا الوباء « أنفلونزا الخنازير».
وبعد الإجراءات المخبرية والبحث ،تبين أن الفيروس الذي سمي آنذك بأنفلونزا الخنازير ليس هو نفس الفيروس الذي سبب وباء عام 1918- 1919 ،وأودى بحياة مليون شخص ،إنه فيروس جديد موديل جديد موديل2009.
وقد أظهرت البحوث التي عملت مركز الأمراض الوبائية CDCفي الولايات المتحده الأمريكيه أن هذا الفيروس الجديد يحمل صفات وراثية من الأنفلونزا الموسمية وأخرى من أنفلونزا الطيور وأخرى من أنفلونزا الخنازير الأوربية أي نحن أمام فيروس جديد ذات صفات وراثية جديدة لا نعرف عنه الكثير، ولا نعرف كيف سيكون عليه الحال في المستقبل ؟ وهنا يكمن سبب الخوف الكبير لأنه غير معروف الهوية ،لا نعرف كيف سيتطور حاله في المستقبل ،ولا نملك ضده أي سلاح فتاك (دواء أو تطعيم ) ،والظاهرة المخوفة الأخرى أنه يصيب الشباب أكثر مما يصيب الكبار .
وهناك أربعه أنواع من أنفونزا الخنازير،ولكن الحمد لله يمكن أن نقول وبكل صراحة وطمأنينة: أن الفيروس وحتى الآن فيروس وديع ومسالم ،ومعظم مرضاه القليلون وحتى الآن شفوا وبدون علاج ،وعدد الوفيات التي كان سببها المضاعفات وليس الفيروس نفسه كانوا قلة جداًجداً، إذا ما قورنت بمضاعفات الأنفلونزا الموسمية .
إذاً لا داعي للقلق ولكن الاحتياط واجب،ولكن بدون خوف ولا مبالغة ولا هيستيريا، وليكن لنا في الولايات المتحده الأمريكيه قدوة حسنة.
* والجواب الذي نريد أن نعرفه- كيفية العدوى:
تتم العدوى عادة عن طريق رذاذ الأنف والفم عند العطاس والكلام والكحة ،إذا كان الشخص الآخر على بعد أقل من ٦ أقدام أو دعنا نقول وللاحتياط على أقل من مترين ،إذا حافظ على هذه المسافة !
وتنتقل العدوى كذلك عن طريق اللمس،لمس لأسطح مواد لمست من إنسان مصاب ،وعادة ما يعيش الفيروس على الأجسام الخارجيه من 2-8 ساعات .
* ماهي إذاً أعراض هذا المرض؟
أعراضه مماثلة للأنفلونزا الموسمية :
أ- احتقان وألم في الحلق وخاصة عند البلع.
ب- احتقان مع تسكير للأنف .
ج- إفرازات مائية إلى مخاطية من الأنف.
د- كحة جافة أو رطبة .
هـ حرارة عادة لا تزيد عن 38 - 38.5درجة.
و- تعب وإرهاق بالجسم .
ز- آلام بالعضلات والظهر .
ح- إسهال (قليل).
ط- غثيان أو طراش(قليل).
ك- فقدان للشهية.
إذاً من الصعب جداً وبدون فحوصات مخبرية التفرقه بين الأنفلونزا الموسمية والخنازير .
إذاً لا يمكن الجزم بأنها أنفلونزا الخنازير إلاّ بفحوص مخبرية ،ولكن يمكن الشك من ذلك إذا ماعرفنا أن المصاب كان قادماً من مكان موبوء أو كان على صلة بشخص موبوء ،وإذا كان المصاب في سن صغيرة وخاصة إذا كان المريض يعاني من إسهال وزوعان أو طراش، كل ما يمكن قوله: إنه وحتى هذه الدقيقة التي أكتب فيها هذه المقالة ،إننا أمام فيروس وديع ومسالم ولا داعي للقلق وعلينا أن ننتظر بأخذ جميع الاحتياطات ونرى ما سيجري وعساه خيراً.
وإلى لقاء مع الجزء الثاني عن طرق الوقاية والعلاج.